my Ilham
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

my Ilham

يمكنك الحصول على ما تريد من كتب حسب إختصاصك . كتب الدينية اللغوية الطبخ وغيرها
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
 محاسن الإسلام -- آداب الدعاء-- Banner9"> محاسن الإسلام -- آداب الدعاء-- Banner9

 

  محاسن الإسلام -- آداب الدعاء--

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 26/03/2015
العمر : 29
الموقع : Algeria

 محاسن الإسلام -- آداب الدعاء-- Empty
مُساهمةموضوع: محاسن الإسلام -- آداب الدعاء--    محاسن الإسلام -- آداب الدعاء-- Emptyالجمعة مارس 27, 2015 1:14 am

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله تعالى الحبيب محمد صلى الله عليه واّله وسلم
إن الحمد لله تعالى، نحمده، ونستعين به، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهدِ الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:



قد قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾، وقال تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾، وقال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾.
وقال صلى الله عليه وسلم في فائدة الدعاء: «لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر».
الدعاء عبادة:
في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾، أبلغ دلالة على أن الدعاء لا يكون ولا يصرف إلا لله عز وجل.
وقد استدل النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآية على أن الدعاء عبادة لله سبحانه وتعالى، ففي حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاء هو العبادة»، ثم قرأ الآية. وبهذا يتبين أن من لم يدعُ الله، أودعا غيره فيما لا يقدر عليه إلا هو فهو مستكبر عن عبادته.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من لم يدْعُ الله غضب اللهَ عليه».
فضل الدعاء:
تحقيق التوحيد:
من أعظم ما يجلبه الدعاء إلى الداعي أنه سبب في تحقيق التوحيد الذي به نجاة العبد وفلاحه، لأن الداعي الذي صرف دعاءه وسؤاله لله دون غيره وأخلص له فيه، قد حقق جانبًا من جوانب التوحيد وهو أن الدعاء عادةً لله وحده لا تصرف إلا له.
ذوق حلاوة مناجاة الله، والتذلل بين يديه:
فإن في الانكسار بين يدي الرب ومناداته ودعاءه لذة لا توصف. قال ابن القيم: «قال بعض العارفين: إنه لتكون لي حاجة إلى الله، فأسأله إياها، فيفتح علي من مناجاته ومعرفته، والتذلل له، والتملق بين يديه: ما أحب أن يؤخر عني قضاءها وتدوم لي تلك الحال».
أنه يرد القدر والقضاء:
لما ثبت في الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: «لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر»، والمعنى أن الدعاء كان سببًا في رد القضاء، فالمريض قد يدعو ربه فيشفى بسبب دعائه.
وعند النظر والتأمل نجد أن الأمر يعود لقضاء الله وقدره، فهو سبحانه وتعالى الذي قدر أن فلانًا من الناس يمرض، ثم ألهمه ووفقه وقدر أنه يدعوه لرفع البلاء والضر عنه، ثم شفاه. فعاد الأمر لقضاء الله أولاً وأخرًا، وكانت صورته ظاهرًا أن الدعاء رد القضاء.
من أسباب إجابة الدعاء:
بر الوالدين من أسباب إجابة الدعاء:
بر الوالدين من الأسباب العظيمة التي بها يستجاب الدعاء، وهو من أعظم الأعمال الصالحة التي يفعلها المسلم، وقد تضافرت نصوص الكتاب والسنة على بيان فضله وآثاره الحميدة. ولذا كان البار بوالديه أو أحدهما موفقًا للخير دائمًا، محبوبًا عند الناس لما وضع الله في قلوب العباد من محبته وهو مع ذلك قريب جدًا من تحقق إجابة دعائه. 
روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، من مراد، ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره؛ فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل»خرة في الغار، فقال أحدهم: «اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران ولي صبية صغار كنت أرعى عليهم فإذا رحت عليهم فحلبت بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي، وإنه ناء بي الشجر فيما أتيت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب فقمت عند رؤسهما أكره أن أوقظهما من نومهما وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، والصبية يتضاغون عند قدمي فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء، ففرج الله لهم فرجة حتى يرون منها السماء… الحديث».
استحباب تقدم الأعمال الصالحة بين يدي الدعاء:
كالصلاة والزكاة والصدقة والصلة ونحوها من القرب التي تجلب محبة الله للعبد وتقربه منها، فمحبة الله للعبد تعني رضاه عنه وتأييده ونصره واستجابة دعائه. 
وغضب الله على العبد تعني رد دعائه وخذلانه والسخط عليه. فإذا صلى العبد ثم دعا، أو صام ثم دعا، أو وصل أرحامه ثم دعا، كان ذلك أقرب لاستجابة دعائه وقبوله منه. والله أعلم.
الإكثار من نوافل العبادات بعد الفرائض من أسباب إجابة الدعاء:
كثرة نوافل العبادات بعد الفرائض كصلاة النافلة، وصوم التطوع، والصدقات المستحبة، ونحوها من نوافل العبادات تؤدي إلى إجابة دعاء هذا المتقرب إلى ربه بالنوافل بعد الفرائض. 
ومصداق ذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قال: من عادي لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته».
استحباب استقبال القبلة عند الدعاء:
أشرف جهات الأرض ما كان ناحية بيت الله الحرام، فإليها يتجه المصلون بصلواتهم ومنهم من يستقبلها إذا أراد دعاءً، ولهم في ذلك سلف، هو خير سلف، رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كان يستقبل القبلة في بعض دعائه، فمن ذلك دعاؤه صلى الله عليه وسلم على كفار قريش. فقد روى ابن مسعود رضي الله عنه قال: استقبل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة فدعا على نفر من قريش، على شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأبي جهل بن هشام، فأشهد الله لقد رأيتهم صرعى قد غيرتهم الشمس وكان يومًا حارًا.
ومن دعائه صلى الله عليه وسلم ما كان يوم بدر. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاث مائة وتسعة عشر رجلاً فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه اللهم أنجز لي ما وعدتني… الحديث.
استحباب رفع الأيدي عند الدعاء:
يستفاد من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه استحباب رفع الأيدي في الدعاء لقول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه «ثم مد يديه». وكذا فعل ابن عمر رضي الله عنهما فإنه كان يرفع يديه مستقبل القبلة بعد رمي الجمرة الوسطى والصغرى، وكان يرمي جمرة ذات العقبة ولا يقف عندها ثم ينصرف فيقول: «هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله».
استحباب إخفاء الدعاء:
قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾. أمر الله سبحانه وتعالى عباده أن يجتهدوا في دعائه مع إسرارهم وإخفائه وعدم رفع الصوت به. وفي إخفاء الدعاء أدب وإخلاص بالغان، يقربان من إجابة دعاء الداعي.
قال ابن تيمية رحمه الله: «ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت، أي ما كانت إلا همسًا بينهم وبين ربهم عز وجل».
فائدة: في إخفاء الدعاء فوائد عديدة: ذكر شيخ الإسلام جملة منها نذكر ملخصها:
أحدها: أنه أعظم إيمانًا، لأن صاحبه يعلم أن الله يسمع الدعاء الخفي.
وثانيها: أنه أعظم في الأدب والتعظيم، لأن الملوك لا ترفع الأصوات عندهم، ومن رفع صوته لديهم مقتوه، ولله المثل الأعلي، فإذا كان يسمع الدعاء الخفي فلا يليق بالأدب بين يديه إلا خفض الصوت به.
وثالثها: أنه أبلغ في التضرع والخشوع.
ورابعها: أنه أبلغ في الإخلاص.
وخامسها: أنه أبلغ في جمعية القلب على الذلة في الدعاء، فإن رفع الصوت يفرقه.
وسادسها: وهو من النكت البديعة جدًا – أنه دال على قرب صاحبة للقريب، لا مسألة نداء البعيد للبعيد، ولهذا أثني الله على عبده زكريا بقوله عز وجل: ﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا﴾ .
وسابعها: أنه أدعى إلى دوام الطلب والسؤال، فإن اللسان لا يمل، والجوارح لا تتعب، بخلاف ما إذا رفع صوته، فإنه قد يمل اللسان، وتضعف قواه.
وثامنها: أن إخفاء الدعاء أبعد له من القواطع والمشوشات.
وتاسعها: أن أعظم النعم الإقبال والتعبد، ولكل نعمة حاسد على قدرها دعت أو جلت، ولا نعمة أعظم من هذه النعمة.
وعاشرها: أن الدعاء هو ذكر للمدعو سبحانه وتعالى، متضمن للطلب والثناء عليه بأوصافه وأسمائه، فهو ذكر وزيادة .
حضور القلب من أسباب قبول الدعاء:
حضور قلب الداعي، من الأسباب التي تقرب من إجابة دعائه، وعموم النصوص تدل على ذلك، كقوله تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾، وقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا﴾. فإن الدعاء بتضرع وخفية وخوف وطمع يستلزم – ولا بد – حضور قلب الداعي، وهو ظاهر. 
وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: «ادْعُوا الله وأنتم مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أن الله لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً من قلب غَافِلٍ لاَهٍ».
استحباب تكرير الدعاء والإلحاح فيه:
الإلحاح في الدعاء عين العبودية  لله سبحانه وتعالى، وإذا كان الداعي مكررًا وملحًا في دعائه مظهرًا ذله وفاقته وفقره لربه، فإنه يقرب من إجابة الله له، ومن أكثر طرق الباب يوشك أن يفتح له، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاث مائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه: «اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض»، فما زال يهتف بربه مادًّا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله عز وجل: إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين، فأمده الله بالملائكة… الحديث».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن دوسًا قد عصت وأبت فادع الله عليهم، فاستقبل رسولُ الله القبلة ورفع يديه فقال الناس هلكوا فقال: «اللهم اهد دوسا، وأت بهم، اللهم اهد دوسا، وأت بهم». 
العزم في الدعاء : 
ينبغي على الداعي أن يجزم بطلبه عند الدعاء ولا يعلقه على المشيئة، أو يتردد في دعائه غير موقن بالإجابة. بل يجب أن يتيقن في إجابته من أسباب حصول المطلوب، لأن الجزم واليقين يدل على ثقة الداعي بربه، وأنه يدعو سميعًا بصيرًا وهو على كل شيءٍ قدير، لا يعجزه شيء في السموات والأرض.
والمعول عليه في هذا الباب ما رواه أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دعوتم الله فاعزموا في الدعاء، ولا يقولن أحدكم: إن شئت فأعطني، فإن الله لا مستكره له»، وفي لفظ عند مسلم: «… ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه».
قال ابن حجر رحمه الله: «إذا دعوتم الله فأعزموا في الدعاء أي اجزموا ولا ترددوا، من عزمت على الشيء إذا صممت على فعله، وقيل عزم المسألة الجزم بها من غير ضعف في الطلب، وقيل هو حسن الظن بالله في الإجابة والحكمة فيه أن في التعليق صورة الاستغناء عن المطلوب منه وعن المطلوب، وقوله «لا مستكره له» أي لأن التعليق يوهم إمكان إعطائه على غير المشيئة وليس بعد المشيئة إلا الإكراه والله لا مكره له».
استحباب تقديم الحمد والثناء على الله، ثم الصلاة على رسوله قبل الدعاء: 
افتتاح الدعاء بالثناء على الله وحمده وتمجيده ثم الصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم وختمه بهما من الأسباب العظيمة التي تستوجب قبول دعاء الداعي.
قال النووي رحمه الله: «أجمع العلماء على استحباب ابتداء الدعاء بالحمد لله تعالى والثناء عليه، ثم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك تختم الدعاء بهما».
وروى فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاته لم يمجد الله ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجلت أيها المصلي»، ثم علمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يصلي فمجد الله وحمده وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ادع تجب، وسل تعط».
ولفظ الترمذي: قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد إذ دخل رجل فصلى، فقال: اللهم اغفر لي وارحمني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجلت أيها المصلي، إذا صليت فقعدت، فاحمد الله بما هو أهله، وصل علي، ثم ادعه»، قال: ثم صلى رجل آخر بعد ذلك فحمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أيها المصلي: ادع تجب».
ومثله حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنت أصلي والنبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر معه فلما جلست بدأت بالثناء على الله ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم دعوت لنفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «سل تعطه، سل تعطه».
التوسل بالأعمال الصالحة عند الدعاء من أسباب إجابته:
مما يقر من إجابة الدعاء أن يسأل الداعي ربه ويتوسل إليه بأعماله الصالحة، ويقدمها بين يدي الدعاء. والحديث في هذا الباب قصة الثلاثة نفر الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار ولم يستطيعوا الخلاص، فقال بعضهم لبعض: «انظروا أعمالاً عملتموها لله صالحة فادعوا الله بها لعل الله يفرجها»، ثم قدم كل واحد منهم أرجى عمل صالح له ثم دعا ربه، فاستجاب الله لهم وخلصهم مما هم فيه وأنجاهم من الهلاك.
استحباب الإتيان بجوامع الدعاء:
وأجمع الدعاء ما كان في القرآن والسنة، فالقرآن كلام الله، أشرف كلام وأعلاه، والسنة وحي أوحى الله عز وجل به إلى نبيه، فهو صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم؛ ولا نشك أن من دعا بما ورد في القرآن والسنة يكون أقرب إلى الإجابة ممن دعا بغير الكتاب والسنة. 
استحباب ختم الدعاء بما يناسب طلب الداعي:
وذلك أبلغ في الدعاء وأجمع له. كقوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾، فلما كان سؤال الداعي أن يهب الله له من لدنه رحمة، ناسب أن يختم الدعاء بوصف المولى بأنه هو الوهاب. ومثله قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾، ولما كان سؤال المؤمنين لربهم أن يأتيهم ما وعدوا على لسان رسله وأن لا يخزيهم يوم القيامة، ناسب أن يختم الدعاء بوصف الله أنه صادق في وعده وقوله حق فقالوا: ﴿إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾.
ومثله قوله تعالى – حكاية عن قول عيسى عليه السلام – لما سأله إنزال مائدة من السماء: ﴿قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ﴾، فناسب أن يختم الدعاء بأن الله هو خير الرازقين.
والداعي يستحب له أن يختم دعاءه بما يناسب طلبه، فإن سأل الولد فيختم دعاءه – مثلاً – بأن الله هو الوهاب الرازق. وإن سأل غفران الذنوب فليختم دعاءه بأنه هو الغفور الرحيم، وإن سأل المال فليختم دعاءه بأنه هو الرازق الجواد الكريم. وهكذا.
الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة وقبل السلام من أسباب قبول الدعاء وإجابته:
ففي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمهم التشهد في الصلاة ثم قال في آخره: «ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو»، وفي لفظ: «ثم يتخير من المسألة ما شاء».
والصلاة من أفضل الأعمال التي يفعلها العبد، وهي من أحب الأعمال إلى الله، لأن العبد فيها يناجي ربه ويسأله ويدعوه ويسجد له، وفيها من الهيئات والأذكار التي تستوجب ذلة العبد لربه، وخضوعه له، وانكساره.
ثم إذا دعا العبد بعد هذا كان أقرب لإجابة دعائه!، كيف وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على الدعاء في هذا الموطن، مما يدلنا على أنه موطن فاضل ينبغي اغتنامه والحرص على الدعاء عنده.
استحباب الدعاء عند صياح الديك:
ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا سمعتم أصواتَ الدِّيَكَةِ فاسألوا الله من فضلِهِ فإنها رأتْ ملكًا وإذا سمعتم نهيقَ الحميرِ فتعوذوا باللهِ من الشيطانِ فإنها رأتْ شيطانًا».
وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتم أصوات الديكة فسلوا الله من فضله»، قال النووي: «قال القاضي: سببه رجاء تأمين الملائكة على الدعاء، واستغفارهم، وشهادتهم بالتضرع والإخلاص».
تحريم الاعتداء في الدعاء:
قال تعالي: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾، وسمع عبد الله بن مغفل ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: أي بني سل الله الجنة، وتعوذ به من النار، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء».
والاعتداء في الدعاء مانع من قبول وإجابة مطلوب الداعي، لأن الداعي سأل ما لا يجوز له سؤاله فكان معتديًا، والمعتدي غير محبوب من ربه بعيد من إجابة دعائه.
قال ابن تيمية رحمه الله: «وعلى هذا فالاعتداء في الدعاء تارة بأن يسال ما لا يجوز له سؤاله من المعونة على المحرمات. وتارة يسأل ما لا يفعله الله، مثل أن يسأل تخليده إلى يوم القيامة، أو يسأله أن يرفع عنه لوازم البشرية: من الحاجة إلى الطعام والشراب. ويسأله بأن يطلعه على غيبه، أو أن يجعله من المعصومين، أو يهب له ولدًا من غير زوجة، ونحو ذلك مما سؤاله اعتداء لا يحبه الله، ولا يحب سائله. وفسر الاعتداء برفع الصوت أيضًا في الدعاء».
كراهية السجع في الدعاء:
لا ينبغي التكلف في الدعاء، ولا السجع فيه، وما كان من السجع في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فهو محمول على السجع غير المتكلف، قال ابن حجر رحمه الله: «ولا يرد على ذلك ما وقع في الأحاديث الصحيحة لأن ذلك كان يصدر من غير قصد إليه ولأجل هذا يجيء في غاية الانسجام كقوله صلى الله عليه وسلم في الجهاد: «اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، هازم الأحزاب»، وفي حديث ابن عباس لعكرمة قال:… فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب.
الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، أو تعجل الإجابة مانع من إجابة الدعاء:
مما يمنع من إجابة دعاء الداعي أن يدعو بإثم، أو قطيعة رحم، أو يتعجل الإجابة، جاء ذلك مصرحًا به في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: «لا يزال يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم. ما لم يستعجل»، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: «يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجب لي. فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء».
فائدة: عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها»، قالوا: إذا نكثر، قال: «الله أكثر».
أكل المال الحرام مانع من إجابة الدعاء:
وهو من أكبر الموانع التي ترد الدعاء في وجه الداعي. روى أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟».
وقوله صلى الله عليه وسلم: «فأنى يستجاب لذلك» أي: من أين يستجاب لمن هذه صفته، وكيف يستجاب له قاله النووي.
فانظر إلى حال ذلك الرجل الذي طال سفره، وشعث شعره، واغبرت قدماه وجسمه، ومد يده سائلاً مولاه، فمن كانت تلك حاله فهو قريب من الإجابة، ولكن لما كان هذا الداعي آكلاً للحرام امتنع استجابة دعائه لشؤم المال الحرام وآفته وآثاره السيئة على العبد في الدنيا والآخرة.
مواطن وأحوال يستجاب عندها الدعاء:
الدعاء في ثلث الليل الآخر:
وفيه أحاديث صحيحة مشهورة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء والدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له! من يسألني فأعطيه! من يستغفرني فأغفر له!».
في السجود:
روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء»، ولعل الحكمة في قرب العبد الساجد من ربه، أن يقال: لما كانت هيئة السجود فيها من مظاهر العبودية والخضوع والذل والافتقار ما ليس في غيرها من الهيئات والأحوال، وكان الساجد واضعًا جبهته على الأرض على مواطئ الأقدام – لا يبالي بذلك – وهو على تلك الحال من الذل والافتقار والعبودية أن يكون هذا الساجد الداعي قريب من ربه، مجاب دعوته. والله أعلم.
تبين الأذان والإقامة:
ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: «الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة».
في الساعة المستجابة يوم الجمعة:
وفيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: «فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي، يسأل الله تعالى شيئًا إلا أعطاه إياه، وأشار بيده يقللها».
الصائم عند فطره:
له دعوة لا ترد، ثبت ذلك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ترد دعوتهم» ذكر منهم: «الصائم حتى يفطر… الحديث».
دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده:
فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه – حين بعثه إلى اليمن -: «إنك ستأتي قومًا أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله»… وفي آخره قال: «واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب»، وقال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده».
تنبيه: ليحرص المسافر على اغتنام الدعاء في سفره، ولا يفرط فيه، فرب دعوة أورثت صلاحًا في الدنيا وفلاحًا في الآخرة.
وليحذر الظالم المعتدي أنم تصيبه دعوة مظلوم خرجت من قلب مكلوم، ليس بينها وبين الله حجاب، فما أسرع ما تجاب دعوته. وليحذر الوالدان من الدعاء على أولادهم، فإن دعاءهم مستجاب، وقد تخرج كلمة يستجاب لها تورث في قلب الوالد حسرة.
الدعاء عند الالتحام في القتال، وعند النداء:
ثبت ذلك من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثنتان لا تردان أو قلما تردان: الدعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا».
دعوة ذي النون عند الكرب:
روى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له».
مواطن يرجى عندها إجابة الدعاء:
ومنها:
الدعاء عشية عرفة لأهل الموقف:
سن النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الموقف يوم عرفة أن تجمع صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم، لكي يتفرغ الحاج لمناجاة ربه ودعائه، وهذا كان فعل النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لما قضى الصلاة دفع إلى الموقف أسفل الجبل ثم وقف على راحلته يدعو ربه حتى غربت الشمس.
وهذا موقف يحبه الله عز وجل، ويباهي به الملائكة، وهو يوم يكثر فيه العتق من النار. فعن عائشة، أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء».
الدعاء عند الصفا والمروة:
لما دنا النبي صلى الله عليه وسلم من الصفا – في حجة الوداع – قرأ: «﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾ «أبدأ بما بدأ الله به»، فبدأ بالصفا فرقى عليه. حتى رأي البيت فاستقبل القبلة. فوحد الله، وكبره. وقال: «لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده»، ثم دعا بين ذلك. قال مثل هذا ثلاث مرات. ثم نزل إلى المروة… حتى أتي المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا».
الدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى للحاج:
روى سالم ابن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات ثم يكبر على إثر كل حصاة، ثم يتقدم فيسهل فيقوم مستقبل القبلة قياما طويلا فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة الوسطى كذلك فيأخذ ذات الشمال فيسهل ويقوم مستقبل القبلة قياما طويلا فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها ويقول: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mybook.3oloum.com
 
محاسن الإسلام -- آداب الدعاء--
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  محاسن الإسلام -- آدب الصحبة والأخوة --

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
my Ilham :: الكبار :: الكتب الدينية-
انتقل الى: